الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
799- الحَدِيث الرَّابِع:رُوِيَ أَن أمة قَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «أَيْن رَبك؟ فَأَشَارَتْ إِلَى السماء فَقَالَ إِنَّهَا مُؤمنَة» قلت رَوَاهُ مُسلم فِي الصَّلَاة من حَدِيث مُعَاوِيَة بن الحكم السّلمِيّ قال: «بَيْنَمَا أَنا أُصَلِّي مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذْ عطس رجل من الْقَوْم فَقلت لَهُ يَرْحَمك الله...» إِلَى أَن قال: «فَقلت يَا رَسُول الله جَارِيَة لي صَكَكْتهَا صَكَّة فَعظم ذَلِك عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقلت يَا رَسُول الله أَفلا أعْتقهَا قَالَ ائْتِنِي بهَا. فَجِئْته بهَا فَقَالَ لَهَا أَيْن الله؟ قَالَت فِي السماء قَالَ من أَنا؟ قَالَت أَنْت رَسُول الله قَالَ أعْتقهَا فَإِنَّهَا مُؤمنَة». انْتَهَى بِلَفْظ أبي دَاوُد وَطوله مُسلم.800- الحَدِيث الْخَامِس:عَن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَنه رَأَى جِبْرِيل سَاقِطا كالحلس» قلت رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي أول شعب الْإِيمَان وَفِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَابْن سعد فِي الطَّبَقَات وَابْن خُزَيْمَة فِي كتاب التَّوْحِيد وَالْتزم فِي أَوله أَن مَا يرويهِ من الْأَحَادِيث صَحِيح ثَابت بأسانيد ثَابِتَة صَحِيحَة مَوْصُولَة إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط من حَدِيث سعيد بن مَنْصُور حَدثنَا الْحَارِث بن عبيد الْإِيَادِي عَن ابْن عمرَان الْجونِي عَن أنس بن مَالك قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَمَا أَنا قَاعد إِذْ جَاءَ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَوَكَزَ بَين كَتِفي فَقُمْت إِلَى شَجَرَة فِيهَا كَوَكْرَيْ الطير فَقعدَ فِي أَحدهمَا وَقَعَدت فِي الآخر فَسَمت وَارْتَفَعت حَتَّى سدت الْخَافِقين وَأَنا أقلب طرفِي وَلَو شِئْت أَن أمس السماء لَمَسِسْت فَالْتَفت إلى جِبْرِيل كَأَنَّهُ حلْس لَاطَ فَعرفت فضل علمه بِاللَّه عَلّي وَفتح بَاب من أَبْوَاب السماء فَرَأَيْت النُّور الْأَعْظَم وَإِذا دون الْحجاب رَفْرَف الدّرّ والياقوت وَأَوْحَى الله إلى مَا شَاءَ أَن يُوحَ» انْتَهَى قَالَ الْبَزَّار لَا نعلم رَوَاهُ عَن أبي عمرَان إِلَّا الْحَارِث بن عبيد وَهُوَ مَشْهُور من أهل الْبَصْرَة.وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ هَكَذَا رَوَاهُ الْحَارِث بن عبيد عَن أبي عمرَان وَقد رَوَاهُ حَمَاد بن سَلمَة عَن أبي عمرَان الْجونِي عَن مُحَمَّد بن عُمَيْر بن عُطَارِد أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم... انْتَهَى.وَهذا الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ الْبَيْهَقِيّ رَوَاهُ ابْن الْمُبَارك فِي كتاب الزّهْد أخبرنَا حَمَاد ابْن سَلمَة عَن أبي عمرَان الْجونِي عَن مُحَمَّد بن عُمَيْر بن عُطَارِد «أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي مَلأ من أَصْحَابه فَأَتَاهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ فَنكتَ فِي ظَهْري فَذهب بِي إِلَى شَجَرَة فِيهَا مثل وَكري الطير فَقعدَ فِي أَحدهمَا وَقَعَدت فِي الآخر فَنَشَأَتْ بِنَا سَحَابَة حَتَّى مَلَأت الْأُفق فَلَو بسطت يَدي إِلَى السماء لَنِلْتهَا ثمَّ أَنَّهَا دُلي بِسَبَب فَهَبَطت فَوَقع النُّور فَوَقع جِبْرِيل مغشيا عَلَيْهِ كَأَنَّهُ حلْس فَعرفت فضل خَشيته عَلَى خَشْيَتِي فَأَوْحَى الله إِلَيْهِ أَنبيًّا عبدا أم نَبيا ملكا وَإِلَى الْجنَّة مَا أَنْت فَأَوْمَى إلى جِبْرِيل وَهُوَ مُضْطَجع بل نَبيا عبدا» انْتَهَى وَهذا مُرْسل.وَالأول فِيهِ الْحَارِث بن عبيد وَهُوَ وَإِن أخرج لَهُ مُسلم فِي صَحِيحه فقد ضعفه لِابْنِ معِين وَقَالَ أَحْمد مُضْطَرب الحَدِيث وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَا يحْتَج بِهِ وَقَالَ ابْن حبَان كثير الْوَهم فَلَا يحْتَج بِهِ إِذا انْفَرد وَهذا الحَدِيث من غَرَائِبه وَلَعَلَّه مَنَام. وَالله أعلم.وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية بَاب ذكر أَشْيَاء رُوِيَ أَنه رَآهَا عَلَيْهِ السَّلَام لَيْلَة الْمِعْرَاج وَذكر أَشْيَاء من جُمْلَتهَا مَا رَوَاهُ من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَاق ابْن خُزَيْمَة حَدثنَا مُحَمَّد بن مَيْمُون حَدثنَا سُفْيَان عَن مَالك بن مغول عَن زبيد عَن مرّة قَالَ قَالَ عبد الله بن مَسْعُود «إِن نَبِيكُم صلى الله عليه وسلم ذكر سِدْرَة الْمُنْتَهَى...» إِلَى أَن قال: «فَوَقع جِبْرِيل فَصَارَ كالحلس الْمُلقى» ثمَّ قَالَ وَهذا لَا يَصح وَابْن مَيْمُون مُنكر الحَدِيث.وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث الله عبيد بن عَمْرو عَن عبد الْكَرِيم الْجَزرِي عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «مَرَرْت فِي السماء الرَّابِعَة بِجِبْرِيل وَهُوَ كالحلس الْبَالِي من خشيَة الله تعالى» انْتَهَى وَهذا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنَا أَبُو زرْعَة عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو حَدثنَا عَمْرو بن عُثْمَان حَدثنَا عبيد الله بن عَمْرو بِهِ سَواء.801- الحَدِيث السَّادِس:قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: «مَا أَنا من دَد وَلَا الدَّد مني» قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَزَّار فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه فِي الشَّهَادَات وَالْبُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب من حَدِيث أبي زُكَيْرٍ يَحْيَى بن مُحَمَّد بن قيس عَن عَمْرو بن أبي عَمْرو سَمِعت أنس بن مَالك يَقُول قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «لست من دَد وَلَا دَد مني» انْتَهَى زَاد الْبَزَّار قَالَ يَحْيَى يَقُول لست من الْبَاطِل وَلَا الْبَاطِل مني ثمَّ قَالَ وَلَا نعلمهُ يرْوَى إِلَّا عَن أنس وَلَا نعلم رَوَاهُ عَن عَمْرو ابْن أبي عَمْرو إِلَّا يَحْيَى بن قيس. انْتَهَى. وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِيَحْيَى وَقَالَ عَامَّة رواياته مُسْتَقِيمَة إِلَّا هذا الحَدِيث وَهُوَ يعرف بِهِ انْتَهَى.وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله وَقد رَوَاهُ الدَّرَاورْدِي عَن عَمْرو بن أبي عَمْرو عَن الْمطلب بن عبد الله عَن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان مَرْفُوعا نَحوه سَواء قَالَ وَسَأَلت أبي وَأَبا زرْعَة أَيهمَا أشبه حَدِيث يَحْيَى أَو حَدِيث الدَّرَاورْدِي فَقَالَا حَدِيث الدَّرَاورْدِي أشبه انْتَهَى.802- الحَدِيث السَّابِع:جَاءَ فِي الحَدِيث «لَا يعذب بالنَّار إِلَّا خَالِقهَا».قلت غَرِيب بِهذا اللَّفْظ وَهُوَ فِي البُخَارِيّ فِي الْجِهَاد عَن سُلَيْمَان بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «لَا يعذب بالنَّار إِلَّا الله» وَفِي لفظ أبي دَاوُد «لَا يعذب بالنَّار إِلَّا رب النَّار».803- الحَدِيث الثَّامِن:قَالَ المُصَنّف فِي قوله وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتنَا المُرَاد بِالرَّحْمَةِ الْجنَّة قَالَ وَمِنْه فِي الحَدِيث «هَذِه رَحْمَتي أرْحم بهَا من أَشَاء» قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب التَّوْحِيد فِي بَاب مَا جَاءَ فِي قوله تعالى إِن رَحْمَة الله قريب من الْمُحْسِنِينَ وَمُسلم فِي صفة النَّار عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «تَحَاجَّتْ النَّار وَالْجنَّة فَقَالَت النَّار أُوثِرت بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ وَقَالَت الْجنَّة فَمَالِي لَا يدخلني إِلَّا ضعفاء النَّاس وَسَقَطهمْ فَقَالَ الله تعالى للجنة أَنْت رَحْمَتي أرْحم بهَا من أَشَاء من عبَادي وَقَالَ للنار أَنْت عَذَابي أعذب بك من أَشَاء من عبَادي وَلكُل وَاحِدَة مِنْكُمَا ملؤُهَا» انْتَهَى. وَأخرجه مُسلم عَن الْخُدْرِيّ من حَدِيث أبي صَالح عَنهُ بِنَحْوِ حَدِيث أبي هُرَيْرَة سَواء.804- الحَدِيث التَّاسِع:عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنه قال: «مَا من مكروب يَدْعُو بِهذا الدعاء إِلَّا اسْتُجِيبَ لَهُ يَعْنِي دُعَاء يُونُس عَلَيْهِ السَّلَام فِي بطن الْحُوت لَا إِلَه إِلَّا أَنْت سُبْحَانَكَ إِنِّي ظلمت نَفسِي» قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي الدَّعْوَات وَالنَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة من حَدِيث إبراهيم ابْن مُحَمَّد بن سعد عَن أَبِيه عَن جده سعد بن أبي وَقاص قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «دَعْوَة ذِي النُّون إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بطن الْحُوت لَا إِلَه إِلَّا أَنْت سُبْحَانَكَ إِنِّي كنت من الظَّالِمين فَإِنَّهُ لم يدع بهَا رجل مُسلم فِي شَيْء قطّ إِلَّا اسْتَجَابَ الله لَهُ» انْتَهَى وَسكت التِّرْمِذِيّ عَنهُ إِلَّا أَنه قَالَ وَرَوَاهُ جمَاعَة عَن إبراهيم بن مُحَمَّد ابْن سعد عَن سعد فَلم يقل فِيهِ عَن أَبِيه انْتَهَى. وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح الْإسناد وَلم يخرجَاهُ.وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السّبْعين بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَله طَرِيق آخر رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْفَضَائِل عَن كثير بن يزِيد عَن الْمطلب ابْن عبد الله بن حنْطَب عَن مُصعب بن سعد عَن سعد فَذكره وَقَالَ إِنَّه شَاهد لحَدِيث إبراهيم وَلَفظه فِيهِ «قَالَ أَلا أخْبركُم بِشَيْء إِذا نزل بِأحد مِنْكُم كرب أَو بلَاء فَدَعَا بِهِ إِلَّا فرج عَنهُ قيل بلَى يَا رَسُول الله قَالَ دُعَاء ذِي النُّون لَا إِلَه إِلَّا أَنْت سُبْحَانَكَ إِنِّي كنت من الظَّالِمين». انْتَهَى. وَله طَرِيق آخر رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره عَن مُعْتَمر بن سُلَيْمَان عَن معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي أُمَامَة بن سهل بن حنيف عَن سعد.805- الحَدِيث الْعَاشِر:رُوِيَ «أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم دخل الْمَسْجِد وحول الْكَعْبَة ثلثمِائة وَسِتُّونَ صنما وَكَانَت صَنَادِيد قُرَيْش فِي الْحطيم فَجَلَسَ إِلَيْهِم عَلَيْهِ السَّلَام فَعرض لَهُ النَّضر بن الْحَارِث فَكَلمهُ عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى أَفْحَمَهُ ثمَّ تَلا عَلَيْهِم {إِنَّكُم وما تَعْبدُونَ من دون الله} الْآيَة فَأقبل عبد الله ابْن الزبعري فأخبروه بِمَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ أما وَالله لَو وجدته لَخَصمْته فَدَعوهُ فَقَالَ عبد الله أَأَنْت قلت ذَلِك قَالَ نعم. قَالَ قد خصمتك وَرب الْكَعْبَة أَلَيْسَ الْيَهُود عبدُوا عُزَيْرًا وَالنَّصَارَى عبدُوا الْمَسِيح وبنوا مليح عبدُوا الْمَلَائِكَة فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام: بل هم عبدُوا الشَّيَاطِين الَّتِي أَمرتهم بذلك. فَنزلت {إِن الَّذين سبقت لَهُم منا الْحُسْنَى} الْآيَة».قلت رَوَاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول أخبرنَا عمر بن أَحْمد بن عمر الْمَاوَرْدِيّ أَنا عبد الله بن مُحَمَّد بن نصر الرَّازِيّ أَنا مُحَمَّد بن أَيُّوب أَنا عَلّي بن الْمَدِينِيّ حَدثنَا يَحْيَى بن نوح حَدثنَا أَبُو بكر بن عَيَّاش عَن عَاصِم بن أبي النجُود عَن أبي رزين عَن أبي يَحْيَى قَالَ قَالَ ابْن عَبَّاس: لما نزلت {إِنَّكُم وما تَعْبدُونَ من دون الله حصب جَهَنَّم أَنْتُم لَهَا وَارِدُونَ} شقّ ذَلِك عَلَى قُرَيْش وَقَالُوا يشْتم آلِهَتنَا فجَاء ابْن الزبعري فَقَالَ مَا لكم قَالُوا يشْتم آلِهَتنَا قَالَ فَمَا قَالَ قَالُوا قال: {إِنَّكُم وما تَعْبدُونَ من دون الله حصب جَهَنَّم أَنْتُم لَهَا وَارِدُونَ} قَالَ ادعوهُ لي فَلَمَا دعِي النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ يَا مُحَمَّد هذا شَيْء لِآلِهَتِنَا خَاصَّة أَو لكل من عبد من دون الله قَالَ: «لَا بل لكل من عبد من دون الله» فَقَالَ ابْن الزبعري خصمتك وَرب الْكَعْبَة أَلَسْت تزْعم أَن الْمَلَائِكَة عباد صَالِحُونَ وَأَن عِيسَى عبد صَالح وَأَن عُزَيْرًا عبد صَالح وَهَذِه بَنو مليح يعْبدُونَ الْمَلَائِكَة وَهَذِه النَّصَارَى يعْبدُونَ عِيسَى وَهَذِه الْيَهُود يعْبدُونَ عُزَيْرًا قَالَ فَضَجَّ أهل مَكَّة فَأنْزل الله: {إِن الَّذين سبقت لَهُم منا الْحُسْنَى} الْآيَة انْتَهَى. وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن إبراهيم حَدثنَا مُحَمَّد ابْن أَيُّوب بِهِ سندا ومتنا وَفِي أَوَائِل سيرة ابْن هِشَام عَن ابْن إِسْحَاق قال: جلس رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَوما فِي الْمَسْجِد مَعَ رجال قُرَيْش فَعرض لَهُ النَّضر بن الْحَارِث فَكَلمهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَفْحَمَهُ ثمَّ تَلا عَلَيْهِ {وَعَلَيْهِم إِنَّكُم وما تَعْبدُونَ من دون الله حصب جَهَنَّم} الْآيَة وَقَامَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَأَقْبل عبد الله بن الزبعري حَتَّى جلس فَقَالَ لَهُ الْوَلِيد بن الْمُغيرَة زعم مُحَمَّد أَنا وما نعْبد من آلِهَتنَا هَذِه حصب جَهَنَّم فَقَالَ عبد الله بن الزبعري أما وَالله لَو وجدته لَخَصمْته فَسَلُوا مُحَمَّدًا أكل مَا يعبد من دون الله فِي جَهَنَّم مَعَ من عَبده فَنحْن نعْبد الْمَلَائِكَة وَالْيَهُود تعبد عُزَيْرًا وَالنَّصَارَى تعبد الْمَسِيح فَعجب الْوَلِيد وَمن كَانَ مَعَه فِي الْمجْلس من قَول عبد الله ابْن الزبعري وَرَأَوا أَنه قد احْتج وَخَاصم فَذكر ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «إِن كل من أحب أَن يعبد من دون الله فَهُوَ مَعَ من عَبده إِنَّهُم إِنَّمَا يعْبدُونَ الشَّيَاطِين وَمن أَمرتهم بِعِبَادَتِهِ» فَأنْزل الله: {إِن الَّذين سبقت لَهُم منا الْحُسْنَى} الْآيَة وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ إِلَى ابْن إِسْحَاق بِاللَّفْظِ الْمَذْكُور.وَصدر الحَدِيث رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي آخر مُعْجَمه الصَّغِير من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم الْأنْصَارِيّ عَن عَلّي بن عبد الله بن الْعَبَّاس عَن ابْن عَبَّاس قال: «دخل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَكَّة يَوْم الْفَتْح وَعَلَى الْكَعْبَة ثَلَاثمِائَة وَسِتُّونَ صنما قد شدت أَقْدَامهَا بِرَصَاصٍ فجَاء وَمَعَهُ قضيب يهوي إِلَى كل صنم مِنْهَا فيخر لوجهه وَيَقُول جَاءَ الْحق وزهق الْبَاطِل إِن الْبَاطِل كَانَ زهوقا حَتَّى مر عَلَيْهَا كلهَا» انْتَهَى وَقَالَ تفرد بِهِ ابْن إِسْحَاق وَذكره الثَّعْلَبِيّ ثمَّ الْبَغَوِيّ الحَدِيث بِلَفْظ المُصَنّف من غير سَنَد وَقَالَ السُّهيْلي فِي الرَّوْض الْأنف وَاعْتِرَاض ابْن الزبعري عَنهُ غير لَازم فَإِن الْخطاب مَخْصُوص بِقُرَيْش وما يعْبدُونَ من الْأَصْنَام وَكَذَلِكَ أَتَى بِمَا الْوَاقِعَة عَلَى مَا لَا يعقل انْتَهَى.وَهذا مَنْقُوص بِمَا فِي متن الواحدي أَن ابْن الزبعري قَالَ يَا مُحَمَّد هذا شَيْء لِآلِهَتِنَا خَاصَّة أَو لكل من عبد من دون الله فَقَالَ لَا بل لكل من عبد من دون الله فَقَالَ خصمتك وَرب الْكَعْبَة... وَفِي متن السِّيرَة قريب من ذَلِك.806- قوله رُوِيَ أَن عليا رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَرَأَ الْآيَة الْمَذْكُورَة ثمَّ قَالَ أَنا مِنْهُم وَأَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر وَسعد وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف ثمَّ أُقِيمَت الصَّلَاة فَقَامَ يجر رِدَاءَهُ وَهُوَ يَقُول لَا يسمعُونَ حَسِيسهَا قلت رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم والثعلبي وَابْن مرْدَوَيْه فِي تفاسيرهم من حَدِيث مُحَمَّد بن الْحسن بن أبي يزِيد الْهَمدَانِي حَدثنَا لَيْسَ بن أبي سليم عَن ابْن عَم النُّعْمَان ابْن بشير وَكَانَ من سمار عَلّي قال: تَلا عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام هَذِه الْآيَة {إِن الَّذين سبقت لَهُم منا الْحُسْنَى} الْآيَة فَقَالَ أَنا مِنْهُم وَأَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف ثمَّ أُقِيمَت الصَّلَاة فَقَامَ عَلّي يجر رِدَاءَهُ وَيَقُول لَا يسمعُونَ حَسِيسهَا انْتَهَى. بِلَفْظ الثَّعْلَبِيّ لم يذكر فِيهِ سَعْدا وَلَفظ ابْن أبي حَاتِم وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف أَو قال: سعد شكّ فِيهِ وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل عَن دَاوُد بن علية الْحَارِثِيّ عَن لَيْث بن أبي سليم بِهِ... فَذكره وَلم يذكر فِيهِ سَعْدا كَالثَّعْلَبِيِّ.807- الحَدِيث الْحَادِي عشر:قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ اشْدُد وطأتك عَلَى مُضر» قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي الصَّلَاة من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قال: «كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول حِين يفرغ من صَلَاة الْفجْر من الْقِرَاءَة وَيكبر وَيرْفَع رَأسه: سمع الله لمن حَمده رَبنَا وَلَك الْحَمد ثمَّ يَقُول وَهُوَ قَائِم اللَّهُمَّ أَنْج الْوَلِيد بن الْوَلِيد وَسَلَمَة بن هِشَام وَعَيَّاش بن أبي ربيعَة وَالْمُسْتَضْعَفِينَ من الْمُؤمنِينَ اللَّهُمَّ شدد وطأتك عَلَى مُضر وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِم سِنِين كَسِنِي يُوسُف اللَّهُمَّ الْعَن لحيان وَرِعْلًا وَعصيَّة عَصَتْ الله وَرَسُوله. قَالَ ثمَّ بلغنَا أَنه ترك ذَلِك لما نزلت {لَيْسَ لَك من الْأَمر شَيْء}» انْتَهَى.808- الحَدِيث الثَّانِي عشر:قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قَرَأَ {اقْترب للنَّاس حسابهم} حَاسبه الله حسابا يَسِيرا وَصَافحهُ وَسلم عَلَيْهِ كل نَبِي ذكر فِي الْقُرْآن» قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا أَبُو الْحُسَيْن عَلّي بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْجِرْجَانِيّ الْمُقرئ حَدثنَا أَبُو عَلّي بن حُبَيْش الْمُقرئ الدينَوَرِي حَدثنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن مُوسَى الرقَاق الرَّازِيّ حَدثنَا عبد الله بن روح الْمَدَائِنِي حَدثنَا شَبابَة بن سوار الْفَزارِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد الْفَزارِيّ عَن عَلّي بن زيد عَن عَطاء بن أبي مَيْمُونَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الثَّانِي فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمَذْكُور فِي سُورَة يُونُس. اهـ.
|